نســاء علـى جسـر الــدموع

تعجز الكلمات، فتتساقط الدموع حين تعوزها الحجة وتختنق المفردات لدى الكثير من النساء، ولعلها اقوى صور الايضاح،واكثرها تأثيرا ، وان كان البعض يراها ضعفا وانكسارا. وهي ليست كذلك، فالدموع تعبير صحي عن الحزن ، وعما يجول من المشاعرفي دواخل الانسان يقول أخصائي علم النفس الدكتور محمد الحباشنة وما بكت عين الا ووراءها قلب، فالبكاء تعبير عن الانفعال وانا لا ابكي الا حينما اعجز ،اشعر بالاختناق، ويهزمني في النقاش، ويتعامل معي على طريقة حوار الندوات او العصف الفكري .تشرح هدى اسباب بكائها.
وتقول اخصائية امراض وجراحة العيون الدكتورة ناديا موسى: يتشكل الخوف لدى الأطباء في حال ذرف الدموع من العين الجافة والتي دربت على عدم البكاء ، لان ذلك قد يتسبب بقرحة معدية ولهذا السبب نجد أن نسبة الرجال الذين يصابون بهذا المرض يفوق نسبة النساء.
ويجب عدم كبت الدموع لكونها تريح الانسان من الضغوط وتخلص الجسم من السموم التي تكونت نتيجة الانفعالات،كما يقول علماء النفس .
و الطب يؤكد بان الدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم أما كبتها تؤدي إلى الكثير من الأمراض مثل الطفح الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي والمعوي مثل قرحة المعدة أوالقولون.
ويشرح الحباشنة أن الانسان يبكي عند الحزن والفرح والغضب ولان البكاء غير محبذ في المجتمع العربي للرجال وينظر اليه نظرة سيئة فمن مواصفات الرجل المناسب في مجتمعنا العربي أنه لايبكيقوي والبعض يستعمل تعابير المدح كأن يقول في وصف رجل اخر عانى الويلات لم تنزل له دمعة.
فللرجال نمطية مرهقة عربيا بحيث تحرمهم من التعبير الانساني المناسب عن الحالة الوجدانية وتحولهم من إنسان متفاعل إلى ماكنة.كما يبين الحباشنة..
ويكمل الكثير من الحالات تؤدي إلى الاحتباس العاطفي و ينتج عنها تعبيرات غير سوية مثل ثورات الغضب العارمة والإضطرابات النفسية والجسدية أو اللجوء إلى الكحول والمهدئات لإعتبارها تعبيرات عاطفية قليلة وقد تكون خاطئة ومؤذية.
ويبين أن بكاء الإناث حالة مختلفة وغالبا ما يتم قهرهن خاصة في حالات الحسرة والفقدان و هذا الجبر غير صحي فاذا لم نبك على من نحب .. فاننا نخالف الطبيعة الانسانية والصحة النفسية بشكل عام.
ويوضح ذلك لا يعني أننا يجب أن نبكي في كل واقعة ولكن يجب أن تكون للدموع قيمتها بحيث تهدر في أوقات مناسبة ومشاعر عالية لان شلال الدموع دون فائدة يعتبر هدرا للمشاعر .
ويوصي علموا أطفالكم البكاء في الاوقات المناسبة ليتقنوا فن التخاطب والذكاء العاطفي في الحزن والفرح.
اما بعض الشخصيات التي تميل إلى الكباء الزائد عن الحد وتسمى طبيا بـ(الاسهال العاطفي)فلديهم هستيريا،ويعتبرهم حباشنة غير ناضجين عاطفيا وقد يحتاجون إلى تقييم وعلاج، خاصة بعد سن 18 عاما.
وتقول اخصائية امراض وجراحة العيون الدكتورة ناديا موسى: أن هناك غددا في العين أساسية وإستثنائية فالدموع التي تنزل من الغدد الأساسية تكون في الطرف العلوي للعين أما الغدد الاستثنائية تكون حول ملتحمة العين إذ أن الغدد الاستثنائية تفرز 10% والأساسية تفرز 90% من الدموع.
وتبين أن هناك أنواعا للدموع منها دموع الآلام والإثارة والانفعال إضافة إلى الدموع الطبيعية التي تذرف نتيجة بعض التهيجات العضوية في العين وهناك الدموع الصحية وهي دموع إجبارية وثابته في نوعيتها وكميتها كما أنها تخرج بسرعة عن طريق الفم وليس هناك أدنى خوف من هذه الدموع الصحية التي تذرفها العين بغزارة.
ويقول العالم الأمريكي (وليم فري) :إن الدموع تعمل على المواد السامة التي تولدها بعض حالات الانفعال ولذا فإن حبس الدموع يعرض الانسان للإصابة بالتسمم البطيء.
وتشير دراسات إلى أن النساء تملك نسبة 67% في مجال إمكانية تساقط الدموع في كل الأوقات والمناسبات حتى السعيدة منها وأن نسبة 62% ممن يعملون في الزراعة والأرض لا يعرفون الدموع . كما أثبتت الإحصائيات أن البكاء يختلف باختلاف المجتمعات فهناك شعوب لا تبكي كثيرا مثل الشعب الفرنسي الذي يبكي فيه إلا 8% فقط .

لا تعليق .........